کد مطلب:240928 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:172

انما الدنیا کظل زائل
قال الصدوق: حدثنا الحاكم أبوعلی الحسین بن أحمد البیهقی قال حدثنا محمد بن یحیی الصولی قال: حدثنا محمد بن یحیی بن أبی عباد قال حدثنی عمی قال سمعت الرضا - علیه السلام - یوما ینشد و قلیلا ما كان ینشد شعرا:



كلنا نأمل مدا فی الأجل

و المنایاهن آفات الأمل



لا تغرنك أباطیل المنی

و الزم الصمت ودع عنك العلل



إنما الدنیا كظل زائل

حل فیه راكب ثم رحل [1] .



الأبیات لأبی العتاهیة المتوفی 211 ه، و قبره علی نهر عیسی فی بغداد و أوصی أن یكتب علی قبره:



إن عیشا یكون آخره المو

ت لعیش معجل التنغیص [2] .



و ذكروا له أرجوزة حكمیة سماها ذات الأمثال فی بضعة آلاف بیت و أشعار كثیرة فی شتی المعانی و قد ذكرنا عند التمثیل العلوی: «أهل الدنیا كركب یساریهم و هم نیام» أبیاتا منها:



تزودمن الدنیا فإنك راحل

و بادرفإن الموت لاشك نازل



سرورك فی الدنیا غرور و حسرة

و عیشك فی الدنیا محال و باطل



ألا إنما الدنیا كمنزل راكب

أناخ عیشا و هوی الصبح راحل [3] .



و فی باقری: «... فأنزل الدنیا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته فی منامك و استیقظت و لیس معك منه شی ء، إنی إنما ضربت لك مثلا لأنها عند أهل اللب و العلم بالله كفی ء الظلال» [4] .



[ صفحه 163]



و علوی: «احذروا هذه الدنیا الخداعة الغدارة التی قد تزینت بحلیها، و فتنت بغرورها و غرت بآمالها و تشوقت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلوة، العیون إلیه ناظرة، و النفوس بها مشغوفة، و القلوب إلیها تائقة، و هی لأزواجها كلهم قاتلة، فلا الباقی بالماضی معتبر ولا الآخر بسوء أثرها علی الأول مزدجر،و لااللبیب فیها بالتجارب منتفع» [5] .

و الرضا علیه السلام إنما تمثل بالأبیات للاتعاظ.



[ صفحه 164]




[1] عيون الأخبار 175:2.

[2] الكني و الألقاب للمحدث القمي 123 - 122/1.

[3] الأمثال المستخرجة من نهج البلاغة 70 - 69 رقم المثل 20.

[4] البحار 36:73.

[5] البحار 109 - 108/73.

و كم لأميرالمؤمنين عليه السلام من عظات موقظات لوصادفت قلوبا طاهرة، و نفوسا نظيفة، و عقولا حصيفة تعرف من هو القائل و ما الذي يقول، لايقول إلا ما قال الله تعالي.